لمن أراد العشق هنا حافظ الشيرازي

الشاعر الإسلامي العرفاني الفارسي الأصل حولد الحافظ الشيرازي في عاصمة بلاد الفرس شيراز في عام 270هـ 1320م وكان يحفظ القرآن كما يدل عليه لقبه وولد بعد ستين عاماً من غزو التتار للعالم الاسلامي وتدميرهم لبغداد ونشأ في بيئة سنية متأثراً محيي الدين بن عربي ومات في 638هـ 1240م وكذلك بعد موت السيد جلال الدين الرومي بخمسين سنة لان ابن الرومي مات في 276هـ 3721م ونشأ الشيرازي في ظلال ابداع رفيقه الذي سبقه للحياة وذلكم هو الشيخ السعدي المتوفي 690هـ 1921م .
ودرس الحافظ الشعر العربي واستوعب رباعيات الخيام وقصيد المعري وغزل ابن ابي ربيعة في ظروف اضطراب شديد للعالم الاسلامي حيث برزت الشعوبية والعرقية والعنصريات مما مهد الطريق لبروز عاصفة تترية هوجاء اخرى دمرت حواضر العالم الاسلامي على يد تيمور لنك والذي غزا خراسان في 1831م ولذلك توزع شعر حافظ ما بين الخمريات والمدح لحكام المسلمين الذين أمل في نصرتهم للدين وللحوزة وكما يقولون فانه منذ اشرقت شمس الاسلام على فارس الى يومنا هذا حاز الابداع الشعري فيها ستة شعراء هم الفردوسي والخيام والانفاري والرومي والسعدي وحافظ ولكن يميل كثير من اهل فارس الى ان اشعر هؤلاء واكثرهم تمثيلاً للعقل الفارسي هو الحافظ الشيرازي القائل:
ولقد كنت غريباً في طريق العشق كحافظ»
فوصلت الى مقام عالٍ.. بحيث لا تسأل
ولطف الله أكبر من ذنبنا وجرمنا
وعربدة «حافظ» ليست جرماً كبيراً ولا أمراً إذا قورنت بكرم المليك الذي يغطي على الذنوب النابية والفرق بين حافظ والخيام ان الاول مستشعر لذنبه وتواق للعفو والتوبة بينما الثاني مستغرق في لهوه لا يعدل بها توبة أو أوبة.
أليس حافظ هو القائل:

فيا أمير الحج !! لا تفخر عليّ بالزهد والتقوى

فإنك ترى الكعبة ولكني أرى بيت الله!!

ولكنه مع ذلك يقول في خمرياته:-
ولسنا نحن من رجال الزهد والتوبة وحديث الطامات
فخاطبنا إذا شئت بكأس مصفاة من خمر الحانات
وكذلك يقول:
فعند السكارى سواء سواء
لهيب المجوس ودنيا الشقا
ويقول:

الا يا أيها الساقي !إدر كأساً وناولها
فإني هائم وجداً، فلا تمسك وعجلها
اذا ما شئت لقياه تذكر «حافظ» قولاً

مني ما تلقى من تهوى، دع الدنيا وأهمها

وشعر حافظ كذلك مليء بالحكمة والتصوف والاشارات الى سور القرآن وقصص الانبياء.
وفي قوله في الحكمة:
فالفرح يغزو العالم، لا تساويه المتاعب التي تتحملها الجيوش ولا تطلب من هذه الدنيا الواهية الأساس أن تصدقك العهد
فهي عروس عجوز اراد الاقتران بها آلاف من ابنائها
وقل لمن مضجعه في النهاية قبضتان من التراب، ما حاجتك الى رفع الايوان الى الأفلاك؟؟!
ولكن لا تجعل القرآن - مثل الآخرين - شبكة للتزوير والتمويه.
وربما ذهبت الترجمة من الفارسية للعربية بكثير من جمال وبهاء شعر حافظ
حافظ الشيرازي:

منقول

إن أردتم المزيد من اشعار الشيرازي فأروني ردودكم